لبست نقابها وهي تأشر له مع السلامة
بلا مبالاه لإسلوب سعود اللي تعودت عليها وصار جزء لا يتجزء منه
فتحت باب غرفتها وهي تبحث عن رقم فياض
شهقت بضحكة
وهي تشعر بيد سعود تسحبها من كتفها
وهو يهمس بإذنها ويغلق الباب خلفها :
المرة الثانية
اي شيء اقوله لا تصدقينه على طول .
ضحكت وهي تخلع نقابها وطرحتها سويا :
طاح الحطب ؟
قرص اذنها بناب اسنانه وهو يرمي جوالها بإبتسامة على السرير :
بخصوص ضحكتك ، ماتطيح الحطب وبس - همس وهو يقبلها خلف اذنها - تطيحني انا بكبري .
/
•
\
•
/
•
\
•
/
{ في مركز الأمراض النفسية والعقلية || في مكتب الإستشاري النفسي }
كان يجلس الإستشاري وعبدالرحمن ودكتور وجدان السابق حوله مكتبه
ويترأسهم ملف وجدان
الإستشاري وهو يخلع نظارته الطبية بعد ما انتهى من قراءة الملف ، اصطحبها تنهيدة :
حالة وجدان متفاقمة بشكل مريع
اعتذر يادكتور ولكن من وجهة نظري اشوفها اهمال وقلة حرص
انك صرحت لحالة وجدان جلسات فقط
لف على عبدالرحمن وهو يشابك كفوفه :
اعتذر ولكن اشوف الملف بحالة فقر لـ المعلومات
انا احتاج جلسة معك
او شخص يدري عن كل صغيرة وكبيرة بوجدان
عبدالرحمن بتنهيدة :
جربني ، اذا ما افدتك ممكن نستعين بإختها
الاستشاري وهو يقرأ الاسئلة اللي راودتها اول ماقرأ الملف :
هل تعرف وجدان شخص بآسم سليمان ؟ او اسم مشتق منه ؟
هز عبدالرحمن رأسه بالنفي ، ولكن سرعان ماعتدل وهو يتذكر :
زوجها ، اسمه سالم
الاستشاري بلهفة لمعلومة مثل هذه :
وينه فيه ؟
الدكتور بذهول وهو يقاطعهم :
لكن قلتوا لي ان وجدان عزباء ؟
عبدالرحمن بكره لطاري سالم :
فعلا تعتبر عزباء لأنها معلقة
متزوجة بلا زوج
كانت متزوجة لسنتين من ثم افتعل مشكلة من لا شيء
واجبرها تجي عندنا ومن بعدها معد ندري شيء عنها نهائيا لمدة سنتين ونصف
الاستشاري وهو يطلع رسمة من خلف اوراقها :
يشبه هذا ؟
هز عبدالرحمن رأسه بصدمة
وهو يرى الشخصية المرسومة شبه تجسد سالم
الإستشاري بإبتسامة نصر انه امسك طرف خيط :
طلب منها الدكتور ترسم شخصية توقعية لسليمان اللي من نسج خيالها ، وكانت هذه النتيجة
احتمال ٩٠٪ انه الشخص اللي يراودها بأحلامها
عبدالرحمن بغلّ :
وش تبي به ؟ تمرض عشانه وبسببه
الاستشاري :
من وجهه نظري المبدئية ، هي انسجته من خيالها لأنها محتاجة له
قالت انه راودها بفترة اختباراتها الجامعية معناها كانت تبغاه كعادته يطمنها
وانها شافت الحصان منه عند الباب معناه كانت تسترجع ذكريات هداياه ايام الملكة دامها تخيلته ببيتكم
وموقفها الاخير انه شافته بعد الاستحمام معناه نفس موقف سابق قد حصل بزواجها له تأثير منه بروحها وهكذا ..
الدكتور بحزن على حالة مريضته :
ماتشافت من غيابه
ماقدرتوا توصلون لطرف خيط له ؟
نعلق أمل العلاج عليه
وقف عبدالرحمن بغضب :
انا ابيك تساعدها تتشافى منه
ماجبتها تعلقها على امل كاذب ولا يمكن يصير
لأن لو يبوس رجلي سالم ماترجع له بنتي
وقف الدكتور بحدة :
قرار انفصالها هي من تقرره مو انت يا ابو عبدالاله
مشاكلك مع نسيبك
ما اتوقع اهم من صحة بنتك
تجاهلهم عبدالرحمن وهو يتوجهه الى الباب بلا مبالاه :
ماهي اول وحدة يتركها زوجها او تنفصل
بترضى بالآمر الواقع رضت ولا انرّضت
وبحط بكرة قدامها سالم
ولا بتتحرك فيها شعرة
وقف الاستشاري
بفضول تجاه ضغينة عبدالرحمن لسالم :
بدون سبب مقنع
بضطر اخلي قاعدة العلاج امل عودة سالم لحياتها
حتى تصير تعبر عن شعورها اللي كتمته
حتى اصبحت اوهام
ثم مرض نفسي فتك بها
لف عبدالرحمن بعفوية وهو يقفل الباب اللي فتحه بقوة :
شلون تبنون آمل على شخص إرهابي ؟
بلغنا عنه ورصدوه ب منظمة ارهابية
عمّ الصمت لثواني طويلة
وهم ينظرون لبعض بذهول
من اعتراف عبدالرحمن اللي يكتم سرّه بداخله دون ان يعرف احد
ومعلق البقية ب آمل عودة سالم على الاطلال .
الاستشاري بهمس وهو يجلس :
وجدان تدري ؟
عبدالرحمن وهو يخرج :
لا ، لكن تدري بإن حتى لو عاد سالم
انا حلفت وأقسمت انها ماترجع
لإن ما ارضى لرجل اهان بنتي يكسبها من جديد
/
•
\
•
/
•
\
•
/
قفل خلفه باب بيت أهله
وهو يشوف سيارة سواق الآء مشغلة ومفتوح باب الشنطة الخلفية
والخدامة تركب أسامة
والسواق يركب الأغراض الشنطة
رفع سعود حاجبه بإستغراب
وهو يتوجهه لهم ومليون فكرة وفكرة تضيء في رأسه
دخل البيت بخطوات سريعة متجاهل نداء أسامة له من السيارة
شاف المدخل ومن ثم الصالة
خالية من العاب اسامة المنثورة عادة وعبايات الاء المعلقة عند الباب
ومغطى كل الأثاث ب اكياس بلاستيكية
رفع رأسه وهو يسمع صوت الاء تنادي من تحت الدرج
وهي تغلق الكراتين بشريط لاصق :
أجير اذا مافيه مكان بالسيارة رجع سياكل اسامة
اهم شيء الكراتين
استند سعود على درابزين الدرج وهو يتكتف :
على وين يا أم اسامة ؟
اعتدلت الآء وهي تسمع صوت سعود اللي ظنته سائقها
نفضت يدها وهي تدور شيء تنشغل فيه
وبعد ثواني صمت همست :
معد تسعنا وسيعتك يا أبو عمر
اقترب سعود وحزن الاء لا يطيقه
يرى فيها عبدالمجيد :
قصرت عليكم بشيء ؟
رفعت الآء رأسها بقوة وهي تهزه بالنفي :
من لا يشكر الناس لا يشكر الله
انت ماقصرت ورأيتك بيضاء وسويت لأسامة شيء
لو مجيد عايش ماسوا سواتك
قاطعها سعود بإنفعال :
اجل ليش ؟
الاء :
البلاء ان حظوظنا رديئة
لا انت قدرت تكفر عن غلطتك ولا انا قدرت انسى
تنهد سعود وموضوع عبدالمجيد
لا يمر عليه مرور الكرام
اردف بتبرير :
حاولت ، والله العظيم حاولت اعوضكم بس ماقدرت !
احسني اخون اخوي
لا خذيت مكانه في فراشك
ولا قال لي اسامة بابا بدل عمي
آشرت الاء للسواق على الكراتين المتبقية ، وهي تقاوم ملح عينيها :
ماكنت لحالك
توقعت لا رضيت فيك نصيبي
بكبح شعوري وبنسى انك السبب بموت عبدالمجيد
كنت كل ليلة تقاسمني فراشي ما انام
- مشت الى الأنترية وهي تطلع من الدرج سكينة صغيرة -
كنت اخذها من هنا واوقفك قدامك !
ابي تتجرئ يدي والطخها ب دمك
واخذ حق عبدالمجيد بس ماقاويت
ايتم ولدي من اب وام ايضًا
-لفت وهي ترى الصدمة تتجعد ملامحه
وبإبتسامة ساخرة -
كم مرة وقفت عليك سيارتك بالطريق
والسبب الفرامل ؟
كنت وراها
ارسل سواقي يتعبث فيها
حتى تنتهي حياتك كخاتمة حياة عبدالمجيد
قاطعها سعود وهو يمد كفه حتى تصمت :
حفاظًا على نظرتي تجاهك
خلك ساكتة واستري عمرك
كان تبغين حضانة اسامة تبقى لك
اكملت الاء بلا مبالاه لتهديده :
قررت اتصالح مع وضعي
وحياتي معك ارضى بها
اكتشفت انه اسوء قرار
وانت ملك لثنتين غيري يتناطحون عليك
وكان ختامها مسك لما مشاكلكم وصلت لولدي
فهمت ان حياتي معك مستحيلة من بدايتها
شلون رضيت بقاتل أب ولدي !
صرخ سعود بغضب وهو يرمي السكينة من يدها :
قاتل وقاتل وقاتل
رجاءًا سدي حلقك اذا ماتدرين وش القصة
وانشغلي بنفسك بدون توجيه اتهامات باطلة
لو تؤمنين بقرارة نفسك اني قاتل ما أمنتي على نفسك وولدك معي
بس انتي مو مرتاحة بحياتك معي
وطلعتيها علثة لانك ماتدرين وش سبب المشكلة الرئيسي
ولك اللي لفيتي ودرتي عشان تقولينه
ورقتك بتوصلك
ولكن بشرط اسامة له حق علينا
قاطعته الآء وهي تخرج خلف سائقها :
ماراح احرمكم منه
شكرا على كل شيء يا سعود
ولكن انا وياك خطين متجاورين استحالة نتقاطع
طلعت وتركت البيت خالي من اي بني آدمي باستثناء سعود
او اثاث او رائحة
لو سقطت ابرة سمعت
عكس الفوضى / المجزرة بداخل سعود المتخبط
لوهلة انشغل بأمر طفله ونسى العالم ومصايبه اجمع
وهذا ثمن سعادته لثواني !
صدمته في الاء واختفى اسامة من حياته
\
•
/
•
\
•
/
{ في السجن المركزي للنساء في الرياض }
دخلت ب عباية سوداء تسترها
بعد ماتعرت من ملابسها
وهي تنجلد امام القاضي
صرخت للمرة الاولى والثانية والعاشرة والعشرين
ولكن اعتاد جسمها رويدًا على الجلد
ومرت الدقائق اطول دقائق في حياتها
احترقت ، ولم تشعر بنفس الالم اللي تشعر فيه الحين
وهي ساقطة امام انظار السجانة والقاضي والجلاد
تطبيقيًا للحكم الشرعي والقانوني
( والزانية والزاني فأجلدوا كل واحد منهما ١٠٠ جلدة ، ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله )
جميعهم ينظرون لها بنظرة الاشمئزاز
وهي بايعة شرفها
وباعت ذمتها وضميرها قبل كذا
تنفست تنفس الصعداء
وهي تسمع الجلاد وكأنها بشارة يقول :
99 ، 100
وقف القاضي وهو يقرأ بما في يده على الموجودين :
تم تنفيذ الحكم الاول ب حق الجانية ( نوف او بدرية )
في جريمة الزنا
مع عامل المحطة من جنسية اجنبية
مقابل توفير علب البنزين
وبعد تشخصيها من قبل مركز الطب النفسي
واتضح انها سليمة بما فيه الكفاية
لاستحقاق العقوبة .
وبقية مجريات القضية
اللتي تخص ضحيتها الثاني : محمد بن طلال
وضحيتها الاولى زميله
الذي هو اول من تبنأها
وقضيتها الاخيرة تزوير اوراق رسمية وانتحال شخصية للكذب والادعاء
يتم النظر فيها من قبل النيابة والمحكمة العليا .
رمت عليها السجانة العباية
وهي تجرها من يدها ببلا مبالاه لآهات نوف
لترميها بقوة عند قبضان الزنزانة العامة
بعد ماكانت في الزانزانة الانفرادية
لمدة اسبوعين
سقطت وهي تغمض عيناها بقوة من آلم الحرق وآلم الجلد
وزاد الطين بلة
توترها من انظار نساء الزنزانة
اللي كل وحدة تحررت من سريرها
لتقف وترى زميلتهم الجديدة
او بالأصح المستعبدة الجديدة لـ زعيمتهم !
رفعت الزعيمة صوتها للسجانة
اللي تدفع لها مقابل ترشيها بالأخبار بإستغراب من شكل نوف الصغير :
وش قضيتها ؟
السجانة بسخرية وهي تغلق باب الزنزانة :
قضايا مو قضية ، زنا وقتل وحرق وتزوير .. مطولة هنا اشبعوا بها )
كانت تتذكر نوف بداياتها في هذه الزنزانة المشوؤمة
وهي في حضن الزعيمة العارية
اللي تهل عليها من القبلات القذرة
بكل مكان في جسدها
سخطت عليها بالبداية هذه الزنزانة
ك لعنة من السماء
ولكن رفضت ان تستمر عبدة تطبخ وتمسح وتلعق ارضية الحمام اذا رفضت
ونهاية كل ليلة تقبل قدم زعيمتهم القذرة
بسبب استعبادها لهم وخوفهم منها
لأنها الاولى هنا
وعلاقتها كثيرة ومسلحة ب فرد وسكين
وكل مايخطر على بال اي مجرم
اضطرت تقدم خدمات مغرية
حتى تحصل على اعفاءات
مقابل خدمتها للزعيمة
وماكان لها الا ان تقدم جسدها
لعلاقة محرمة شرعًا شاذة
يهتز لها عرش الرحمن مع الزعيمة
تحت انظار الجميع كل ليلة
لانهم مايملكون غرف خاصة وحتى ترضي شهوات الزعيمة الجنسية
ابتسمت نوف بمجاملة
وهي تغطي جسدها العاري ب قميصها
بعد ماستلقت الزعيمة جانبها بتعب بعد مافرغت شهواتها الحيوانية
نوف بهمس وهي تمرر تقبل يدها :
عمتي ، مقابل النومة الحلوة ما استاهل حلاوة ؟
الزعيمة وهي تبتسم ابتسامتها البشعة
لتظهر اسنانها الصفراء :
حلاوتين مو بس حلاوة
انقلبت نوف كبدها وهي ترى وجهها البشع
واكملت بإبتسامة مجاملة :
ابي ارسل رسالة نصية !
/
/
/
/
/
/
سحبت نجلاء يده بقوة وهي تجره داخل المقلط
قبل ان يأتي عبدالرحمن ويشوفه ويشرب من دماءه
نجلاء بخوف وهي تقفل الباب
عبدالاله بقلق غاضب
وهو يبحث بعيونه عن بناته :
بناتي وينهم ؟
ابوي رماهم بشرطة النسيم ورحت مالقيتهم
اليزابيث ماتتنترك لحالها محتاجة رعاية فيها فرط حركة ممكن تأذي نفسها
وماتنحط مع اي أحد - صرخ بحرق ابّ يحترق خوفًا
حتى اصبح رماد لا تحمد عقباه - وين حطهم فيه ؟
الشيخة بحزم وهي تهد ابنتها :
وقص لا تصرخ على امي
عبدالاله وهو يجلس بإنفعال :
لأنكم اوفر مكبرين الموضوع على ولا شيء
وش فرقت علمتكم ولا لا ؟
تزوجت بالحلال وذولي بناتي مجبورين ترضون فيهم
وش تبوني اسوي ارجعهم بطن امهم واقول معليش ابوي مايبيكم عشانه مادرى
الشيخة بسخرية :
طيب قل هالكلام بوجهه ابوي ، ولا جيد تصرخ علينا ؟
سكتت عبدالاله
لانها تدري انه مايتجرئ يقف بوجهه ابوه حتى لو انه صح
نجلاء :
وش ضرك لو علمتنا ؟
متى قد رد لك ابوك طلب ؟
انت من بد اخوانك جاك غلا ودلع
ربعه ماجاء لفياض وتعصاه
هذا الجزاة ؟
بكرة لو بنتك تزوجت من دون علمك
ودخلت عليك بعيالها وانحاشت وش بتسوي ؟
عبدالاله بسرعة عفوية دون ان ينتبه ان جوابه يقف ضده :
بذبحها - فتح عيونه بذهول من جوابه
تلعثم وهو يحاول ان يبرر -
لانها لو جتني ماراح اقولها لا تاخذينه
الا فيه بلاء
وحرمتني فرحتي بأول احفادي بدون سبب
هزت نجلاء رأسها بإسف :
وتقول ان ابوك غلطان وانت الصح
الشيخة :
حب راس ابوي وسايره لين يطخ
والله يسهلها رغم اني احس انها ماراح تعدي
ضحك عبدالاله بسخرية :
احساسك بمحله لأن ابوي تبرئ مني
شهقوا وهم ينظرون لبعض بدون وعي لما تفوهه به
نجلاء بخوف وهي تضرب كفوفها ببعض :
وش قالك ؟
عبدالاله :
الحمدلله الي طهر دمي من نسلك ، مابعد هالكلمة كلمة يايمه
سمعوا باب المدخل يفتح
ومحفظة المفاتيح صدى صوتها بالصالة معلنة دخول عبدالرحمن
فتحت نجلاء الباب :
اطلع لا يشوفك من باب المطبخ وانا بحل الموضوع بعدين- طلت تبحث عنه وكانت الصالة خالية - اكيد انه رقى غرفته اركض للمطبخ وانا بلحقه اصرفه
طلع عبدالاله بخطوات سريعة صامتة للمطبخ وخلفه امه للدرج
دخل المطبخ
وهو يربط اسفل ثوبه على خاصرته
لتضطرب نبضاته وترتخي اطرافه من هول مارأه
كان ابيه يشرب موية وهو معطيه ظهره وخلفه وجدان بيدها عصا حديدة من المستودع رافعتها على ابيها من خلفه
صرخ بخوف قبل لا تضرب رأسه ابيه ويذهب في خبر كان :
وججججدددااانننن !
ما كانت صرخة عبدالاله
إلا دافعًا نفض وجدان لتضرب بكل ما ؤتيت من قوة رأس أبيها وكلام سليمان يرن بإذنها : ( تخصلي منه , وبتلقين بحياتك من جديد )
ضربته وغشاء الحب الأعمى عامي بصيرتها
ضربت عبدالرحمن بدافع الكره أنه أهمل قضية زوجها وأقسم انه إن عاد سالم لن تكون وجدان حليلته الا وعبدالرحمن في قبره !
والآن يسلب منها من يروي شوقها له ويجبرها على العلاج
هي راضية بمرضها إذا كان سعيد لها سالم من جديد حتى وإن كان بإسم مختلف وشكل مختلف
لإنه تعلم من داخلها أنه هو !
لف عبدالرحمن مفزوع من صرخة عبدالاله , ولكن حركته كانت بطيئة بالنسبة لحركة وجدان
واصابت الحديدة طرف رأسه ليسقط على أرضية المطبخ عند أقدام الخادمة الفلبينة
اللي صرخت بفزع وهي ترى دماء عبدالرحمن تتناثر على أقدامها , لفت برأسها وهي تضرب بيدها المجلئ بخوف من شكل عبدالرحمن
ركض عبدالاله وخلفه نجلاء والشيخة اللي جو من صرخة عبدالاله المخيفة الى عبدالرحمن
نجلاء بخوف على زوجها :
أنتبه تحرك رأسه , خطر تحركه وهو ينزف
صرخ عبدالاله على الشيخة وهو يمسح على وجهه أبوه بالماء ويأشر بعيونه على وجدان :
أبعدي هذه المجنونة عن وجهي , ااببعدديهاا
أندفعت وجدان بإنفعال تجاهه :
أنا مو مجنونة ! المجنون اللي يترك بناته ويهرب
وقف عبدالاله وشيطان الأنس والجن يتراقصون شرا أمام عينه وموقف بناته يخرج أسوء مافيه , رص على أسنانه وهو يهدد بسبابته :
أقسم بعزة الله وجلالته لو ما تبعدين عن وجهي إن تلحقين أبوي واعلمك مين المجنون – صرخ – إنقلعي وطلعي بقية امراضك النفسية بعيد عني
مسكت الشيخة وجدان وهي تدفعها للخارج
تعرف أن عبدالاله لا أحن منه قلب ولا أطول بال
ولكن إتق شر الحليم إذا غضب !
صرخت وجدان بغل , وهي تحاول ان تصيب بالحديدة مرة ثانية عبدالاله :
انا اعلمك من المجنونة يا الجبان
صرخت نجلاء ببكاء بعد أن خارت قواها , أبناءها بعد ان ماصار كل واحد فيهم ينافس الثاني بطوله وبدوا واحد يهدد والثانية بتقتل أخوها وزوجها كجثة هادمة ساقط امامها :
بس الله يريحني من هالدنيا بس , شوفوا أبوكم ششووفووه
/
•
\
•
/
•
\
•
/
{ غرفة محمد بن طلال || في المستشفى }
أبتسمت لمياء وهي تمسح فم محمد بعد ما أنتهى من طعامه
محمد بضيق وهو يرى وحهه لمياء :
خلاص لمياء يكفي
أنا اعرف أكل واعرف أدبر نفسي – اكمل بعد ما أنقلب وجهها من كلامه –
مو قصدي بس وجهك صاير يضيق الصدر أصفر يكفي تحسسيني بتأنيب الضمير
تنهدت لمياء وهي تمسك ظهرها بضيق :
على إيش مأنبك ضميرك بعد يامحمد ؟
محمد بإنفعال :
كل شيء تسوينه مفروض أنا اسويه
انتي تقومين فيني بدال ما اقوم فيك
ومدلعتني بدال ما أدلعك زي باقي البنات
جلست على الكرسي مقابل محمد
بعد ماتعبت من الوقفة ونفسية محمد :
ياحظك طحت بزوجة
تحب عكس الأدوار ومرضتني المشاهد
وش عليك انت ؟
- ضحكت بشغب – على فكرة مافيه شيء لوجه الله
انتظرك تصحى بالسلامة وأطلع الدلع من عيونك
تنهد محمد وهو يشوف الممرضة دخلت
وبترت حديثهم المعتاد كل ساعتين يتكرر
من صحى من الغيبوبة
طلعت لمياء جوالها
بعد ما أنشغل محمد بالممرضة اللي تأخذ التحاليل
رفعت حاجبها بإستغراب
وهي ترى رسالة نصية من رقم غريب
وبنفسها
( شخباري ؟ من قام يرسل رسائل نصية )
فتحتها بعدم إهتمام
وهي تلعب بشعرها المرفوع ذيل حصان حتى لا يضايقها
فتحت عيونها بذهول وهي تقرأ :
أهلا
كيفك ؟ أتمنى أنك تعيسة
تحسفت أكون خلف قبضان بعضها حديد وبعضها أكلها الصدأ وما تدرين عن شعوري
أكرهك
كنت أتمنى تموتين
ولكن ماتكون موتة طبيعية
مثل أن تموتين في جسد رجل عاري وغير محرم لك
حتى أضمن ان تكونين بقبرك
ولعنة محمد توصلك يوميا
ولكن الآن اتمنى تتمنين الموت ولا تلقينه
مثل يصيبك بمرض وتستأصل منك جزء
يخليك ماتقدرين تواصلين حياتك
و تموتين باليوم ألف مرة وإنتِ حية
مثلي أنا الآن كما اموت بدون محمد
بنلتقي يوم صدقيني وبنتبادل الأدوار
أنا في حضن محمد وإنتي تنتظرين تاريخ حكم الإعدام
نوف , كابوسك للأبد .
سمعت كل كلمة بصوت نوف البغيض
وشعرت بحقد نوف يلوثها
ظنت لمياء أن من قبح كلماتها "كأن عرب شبه الجزيرة شدو
وماتحس إلا ركايبهم و حاديها على صدرها " لكن ماحست بأي أدنى شعور الا خطأ املائي بالسطر الرابع أستفزها
وكأن العدالة القانونية والشرع الرباني
كفيل بأن يطهر صدرها من أي ضيق من نوف
ك تطهير جبريل عليه السلام صدر الرسول
قبل رحلة الإسراء والمعارج
قاطعها صوته وهو يتفحص ملامحها :
وش صاير ؟
وقفت لمياء تجاه الشباك
وهي تفتحه بإندفاع حتى تتنقى الغرفة اللي حست أنها تشبعت من قذارة نوف
بإبتسامة صفراء بعفوية :
ولدك أتعبني
فتح محمد عيونه بدهشة
كان يتمنى من صغره هدية ربانية من السماء يخصها الله به
ولكن ماتوقع أن الهدية ثمينة
ك طفل يجمع خُلق نصفه من محمد ليكمل نصفه الآخر من لمياء
اجمع كفوف ليغطي بها فمه المفتوح بدهشة
ليضحك ضحكة تشبه فرحة طفولية لذيذة بصدِقها
ماكانت الضحكة أصدق من دمعة حارة
سالت على خده المتجعد من آثر الحريق
همس والضحكة تشاطر همساته :
طلال
ضحكت لمياء بعين دامعة من فرحة محمد
تخيلت لو أن الله أخذ منها محمد بالحريق وماشهدت هذه اللحظة
اللي تمنها قلبها
ودعوتهم الملحة
اللي شهدتها سجادة صلاة لمياء ومحمد
بكل صلاة مفروضة أو نافلة
لتبكي لمياء ( يارب عجلّ ب نجلاء )
ويبتهل محمد ( يارب قُرتي ب طلال )
جلست بجانبه وهي تمسح دمعته بطرف سبابته :
طلال ولا نجلاء المهم سليم معافى
ابتسم محمد بحماس :
متى بتولدين ؟
ضحكت لمياء وهي تعد بإصابعها :
بقى أربع شهور ، غنّ ياليل ما اطولك !
/
•
\
•
/
•
/
{ في قرية تبعد كيلومترات عن بغداد }
رأت مجموعة من الرجال
يقفون خلف جثة ناصر ب رآياتهم السود
وهم يكبرون بصوت واحد والناس من خلفهم :
الله أكبر , الله أكبر
دحض الله الباطل وظهر الحق
لا دين غيرنا ولا جنة الا لنا
وقفت وذكرهم لأسم الله يقشعر بدنها
استخدامهم لدين الإسلام
بطريقة لا تمت للحق بأي صلة
لا يبقي ولا يذر أي عقل فيها
صرخت بحرقة أرملة , بقهر مخذولة
بخوف مخطوفة مغتربة , بشجاعة مسلمة , غلّ مغتصبة
كومة مشاعر تكافت حتى أخرجت صرخة أصمتت عشيرة كاملة
من حدّة صوتها
صمت الرجال بصدمة
أن يسمع بهذه القرية صوت إمراة !
حتى المرأة التي تلد يكتم صوتها
حتى لا تفتن الرجال
صمت النساء بذهول
من هذه الفتاة الي تصرخ بوجه رجالهم
ليكرروا كلمة يطلقوها
على كل من يخالف أفكارهم الخاطئة
( فاجرة )
صاحب صرختها
ترتيلها لقول الله :
( اليوم أكملت لكم دينكم , وأتممت عليكم نعمتي , ورضيت لكم الأسلام دينا )
عاش الرسول 63 عام
ماذكر في سيرته شيئا واحد من اللي تفعلونه
كيف تدّعون أنكم مسلمين ؟ - أشرت على جثة ناصر –
الصلب ماذكر الا عند المسيح
وين الأسلام هنا ؟
تقولون أن المسيح هو الاسلام ولكن نبيكم عيسى ؟
عيسى ذكر في القرآن
(مبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد )
دليلا على ان الدين اللي اتى به عيسى ناقص
واكمله محمد
الإرهاب وتنظيم الجماعات السوداء
وين موقعها بالإسلام ؟
ما تستحون من الله
تجندون نساء وأطفال ورجال تحت مسمى الأسلام
– أشرت على ربطة سوداء نقش عليها بالأبيض ( الله أكبر ) -
واسم الله على روؤسكم ؟
- أشرت على ناصر –
هو السابق ونحن اللاحقون
( واتقوا يوماً ترجعون فيه الى الله ثم توفى كل نفس ماكسبت وهم لا يظلمون )
سكتت وهي تبتسم بإنتصار
لأول مرة تكون سعيدة لأنها هنا
لأن تعمل لصالح الإسلام والمسلمين
تقدم رجل من عشيرة الرجال وهو يضرب بخطواته الضخمة الأرض الرميلة
ليرى هيئة عبير بوضوح
وبحدّة وهو يسايرها على كلامها
صدمت الجميع الذين توقعوا ان يقتلها لأنها شكتت في دينهم :
تدّعين الدين الصحيح
والدين ماقال
( فلا تخعضن بالقول
فيطمع اللذي فيه قلبه مرض وقلن قولًا معروفا
ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى )
هذا الدين انك تقفين وتجهرين بصوتك وصوتك عورة لتتبرجين بجسدك بين الرجال ؟
عبير :
التبرج هو اظهار الزينة ، وين الزينة بمظهري ؟
وصوتي عورة اذا ليش ماخلقنا صم بكم حتى لا نأثم ؟ والصحابيات اللي يحضرون بمجلس الرسول امام الصحابة
ويسألونه ليه مانهاهم وقال مثلكم ؟
نهى الرسول عن مايثير الفتنة
كتحسين الصوت
تقدم رجل من الخلف بكره لعبير
وهي ترد بأجابات مقنعة واثقة :
انا ارى ان هذه سمُ علينا
وعلى نساءنا
واخشى ان يرتد منها احد
ونحن من عشنا بالبادية وكانت نشأتنا
لن تكسر حصوننا فتاة من المدينة تتبع ملة اخرى
اقتلها وابتغي الاجر من الله
تهاتفهت الاصوات من خلفه
وكل واحد يريد ان يقتل عبير بنفسه
غمضت عيونها وهي تسمعهم
كانت تدري بأي لحظة ممكن تنتهي حياتها
ولكن تجسرها ( ولا تقولون لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء ولكن لا تشعرون )
لعلها تندرج تحت من مات في سبيل الله
اجابت عبير بنبرة ساخرة :
( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى
حتى تتبع ملتهم )
وانتم اشد واخطر منهم
لأنكم اعراب ( والأعراب اشدّ كفُرا ونفاقًا )
قاطعها رجلهم الأولى بغضب
من تهكم عبير المستمر
ظنًا منها انهم ضعفوا لها ، وصرخ بالنساء :
أجلدوها
وان ابئت ان تتوب
اقيموا عليها حد الردّة وهو القتل !
/
•
\
•
/
•
\
•
/
{ في بيت عمر المحيميد || في الصالة السفلية }
كانت جمانة جالسة بعبايتها وامامها ماريا الواصلة من يومين من أمريكا وأم فهد تترأسهم أمام التلفزيون
أنفتح الباب بعنف
ودخل سعود ب قوة مندفع الى الأعلى بلا مبالاه لهم
ماريا بإستحقار لكل شخص يرتبط بعبدالاله خصوصا سعود اللي ربطهم بهذه العائلة :
لا يكون نصلي بدون وضوء يومك ما تسلم ؟
لفت جمانة على خالتها بتجاهل ماريا :
ماكأنه معصب ؟
شكله نسى أنه مواعدني يوديني بيت أهلي
أم فهد بإستغراب من حالة ولدها
اللي طالع وهو أسعد مايكون
وعاد كشعلة من حطب جهنم :
روحي شوفيه ومنها يوصلك لا تتأخرين
ماريا بسخرية
وهي تتمنى أن تقطع جمانة بإسنانها :
وين أخوانك ولا مقطوعة من شجرة مايوصلونك ؟
خبري بأخوك فاضي يتصيد لبنات الناس
وقفت جمانة متوجهه إلى الاعلى
وهي تتعوذ من إبليس
حتى ماترتكب جريمة بها وناوية تختلي بعبدالاله وتعرف قصتها
وقفت بنصف الدرج وهي تذكر سعود الايام السابقة ووصيته الأخيرة الساعة 12 :
( كانت منسدحة على بطنها وهي ترى سعود ينهض
ليلبس تيشيرته المرمي بنهاية السرير :
وش يرجعك ؟
مدّت يدها لجوالها تشوف الساعة وهي تهز رأسها بالنفي :
فشيلة قايلة لأمي بعلم سعود وبرجع
وبالاخير ما ارجع ؟
يكفي رايحة من الصبح ولا رجعت الا حزة الظهر
ضحك سعود وهو يتوجهه لدورات المياه بمنشفته :
ويقابلك فياض ولا ابوك
هلا هلا
شهقت وهي تدفن رأسها بمخدتها
تحت ضحكات سعود بدورات المياه
كانت دقائق حتى طلع سعود وشافها على وضعها
تنهد وهو ينشف شعره :
مرة ثانية اذا شفتيني معصب ولا متضايق اتركيني عشان مصلحتك
ضحكت جمانة :
شعنده فيضانات آسيا ؟
أبتسم سعود :
إي تطنزي الحين وبعدين أقعدي – ضرب يده بالجدار يقلدها –
فعلا جمانة ترا الرجال مو مثلكم
يبي احد معه وقت ضيقته
لا تقدمون مساعدتكم الا اذا طلبناها
انحرجت جمانة من تصرفها الصبياني واستهتاره
ضربته بكتفه وهي تأخذ منشفتها
وقف سعود قدام التسريحة يمشط شعره وبجدية :
ما أبي يوصل خبر حملك لأحد لين أمهد لشوق
أبي تسمع مني وانها اول من عرف مو من غيري
رفعت جمانة حاجبها بعدم إعجاب لكلامه :
والله ياقليبي أقدر حنيتك الزايد
ولكن ضرتي ماهي أولى من أهلي وأحبابي
اللي يعزني هو من حقه يفرح فيني
تنهد سعود وهو يتخيل ردة فعل شوق :
اقصد أهلي
وخليها تجي مني أفضل
وأساسا انا بسوي عشاء هاليومين على شرف ولدي )
وقفت بنصف الدرج حتى تتراجع
متى ماهدى بينزل ويروحون .
( في جناح جمانة & سعود )
تنهد سعود وهو يرمي نفسه على السرير
مامرت كلمات الآء مرور الكرام
تذكره بأخوه وتبرز له بطولاتها بمحاولة قتله
وتبي تتحرر من جناحه اللي ضمها من وفاة عبدالمجيد
وتربي أسامة لوحدها !
كيف بيأمن لوحدة مثلها على أمانة أخوه
ولا يقدر يتصرف لحاله
ماله الا اذا جمع اخوانه بالعزيمة يعلمهم
ويتشاورون فيما بينهم بالتصرف السليم
حتى لا تقع العواقب عليه
مضرب جبينه بند
وهو يتذكر جمانة اللي واعدها يوصلها بيت أهلها
ثم يمر شوق ويصالحها بعد تصرفه وأسلوبه الأرعن معها
مايسوى يضيق صدره على وحدة
كانت تنافق امامها بشطارة بقناع الأحترام
ومن خلفه تحيك الخبث لتقتله
حمد الله الذي حفظه لهذا اليوم
وهو يأخذ مفتاح سيارته وينزل لجمانة .
/
•
\
•
/
( في طوارئ مستشفى المملكة )
بعد ما أتصل عبدالاله على الأسعاف
خوفًا على سلامة أبوه وأن يتأثر بالدماغ بالضربة
ويزيده بالتحريك خاطئ
نقلوه لأقرب مستشفى منهم
وخلفهم بالسيارة عبدالاله ونجلاء
جلس عبدالاله ونجلاء على كراسي الإنتظار
ينتظرون الدكتور يطمنهم عن حالته
نجلاء بنبرة إنتقاد :
وش هالكلام اللي قلته لأختك ؟
انت داري ان الدكتور يقول غلط
تقولون لها عبارات سلبية
عبدالاله بقهر :
صرت الحين أي شي اسويه غلط ومايصير
وهي بتذبح أبوي وتراعون نفسيتها
رفع حاجبه وهو يشوف فياض يقترب منهم :
تراه مستشفى مو كوفي شوب
وش جابك ؟
فياض :
وش أخباره ؟ أول ما علمتني الشيخة جيت
وقف عبدالاله :
دامك جيت مع أمي بروح اشوف بناتي
يمه وينهم فيه ؟
تنهدت نجلاء ومالها خلق الالاعيب أكثر :
مدري ابوك عطاهم فياض يخبيهم
فياض وهو يرفع يدينه :
انا مامعي شيء
حطيتهم مع وجدان قبل أجي
عبدالاله بذهول وهو يتذكر جملة وجدان الأخيرة :
مالقيت الا هذه المجنونة اللي متوعدتني !