____
خلف باب ثقتُنا بالله ؛ أكداسُ بهجة ، كوماتُ فرح و أكاليلُ سَّعادة.
(البارت السادس )
كانت اوركيد تجلس في الفناء الخارجي على الأرجوحة تستنشق الهواء العليل ها هو فصل الربيع أتى
بدا اللون الأخضر يكتسح المكان معلنا عن وصوله مع نسمات بارده تهب برائحة الزهور العطرة
ابتسمت على جمال هذا المكان واغمضت عينيها تشعر كأنها ولدت من جديد لم تشعر بهذا الجمال من قبل
لا تسطيع وصف شعورها في هذه اللحظة كل ما تتمناه الان الا ينتهي هذا الشعور امضت ايامها السابقة بقليل من التوتر لكن تشعر الان بسلام الداخلي
• • • • •
كان يقف في شرفته يستنشق بعض الهواء ورائها و هي تخرج من باب المنزل متوجه للحديقة
كانت ترتدي فستان وردي يناسب هذا الفصل الجميل كانت تتأمل الازهار وتدور بالمكان كطفله
وهي تبتسم وترفع خصلات شعرها المتمردة على وجهها
ثم جلست على الأرجوحة واخذت تغوص في افكارها كان يتأمل كل حركه تفعلها
لقد أصبحت تتجنبه كثير وتحاول قدر المستطاع ان لا تتواجه معه يعلم جيدا ان تصرفه خاطئ منذ البداية
لكن لا يستطيع تقبلها يشعر انها ستجلب المتاعب له ولعائلته
فقد علم ان ابيها يبحث عنها منذ هروبها لكنه لم يصل اليها حتى الان و كل ما يعرفه انها ذهبت الى اورتخت
وهنا عالم كبير اين سيجدها وهي لا تخرج كثير من المنزل ولا احد يعرفها سوانا
رأى نيار وهو يدخل ويتوجه اليها ويحاول افزاعها لكنها كانت اسرع منه واخبرته انها تعلم انه هو من يقف امامها
زفر إلياس بضيق وهو يراها تقفز من مكانها لتلقي التحية على نيار وتبتسم بفرح لرؤيته
لا يحب تقاربها الشديد مع افراد عائلته عاد الى غرفته والقى بنفسه على السرير ليسترخي
• • • • • •
اوركيد كانت تشعر بقدوم شخص نحوها وفتحت القليل من عينها كما انه وصلتها رائحة عطره
قبل وصوله ما ان اقتربت الا وقالت :نيار توقف عن اخافتي
نيار وهو يضع يده خلف راسه ويضحك : كيف علمتي انه انا
فتحت اوركيد عينها لقد اشتاقت اليه كان في رحلة عمل مع جاكلين لمدة أربعة أيام قالت: من راحت عطرك وقفزت لتحيته اوه اقسم اني اشتقت لك
نيار بابتسامه واسعه : وانا أيضا اشتقت لك اخبريني كيف تسير الامور مع واشار بعينيه على غرفة إلياس
اوركيد بتنهيده :بخير أحاول عدم التواجد بالمكان الذي يكون فيه
نيار: هذا جيد لك
ونظر بغرابه حوله : اين ميلا ليس بالعادة تتركي وحدك
اوركيد ولمعه عيناه من السعادة وبابتسامه: لقد ذهبت مع صديقتها لتلقي الدروس اما الخالة لورا بداخل
لديها صديقاتها نتالي
نيار : حسنا انا ذاهب اليها لقد اشتقت كثير لها
ابتسمت له اوركيد أشار لها و ذهب للمنزل
رفعت رأسها الي مكان غرفة إلياس لقد مضى يومان لم تتواجه معه
كم تتمنى لو كان مثل نيار كانت الأمور ستكون اجمل
اشاحة بنظرها وتتنهد بألم من المؤلم ان تعلمي ان احدهم يعتبرك عبئ على عائلته قاطعها صوت ميلا
التي وصلت قبل قليل وجلست جانبها على الأرجوحة: مرحبا وهي تأشر بيدها امام وجهها كي تقطع حبل افكارها
اوركيد وهي تبتسم :اهلا ها قد عدتي كيف كان درسك
ميلا :جيد هل اخبرك سر
اوركيد بإنصات : نعم
ميلا وقد احمرت وجناتها : يوجد فتى معانا بالدرس اشعر بتوتر عندما اراها كما ان قلبي ينبض بشده اعتقد اني معجبة به
اوركيد وهي تفتح عينيها بوسع : ماذا تقولي انت أنك لا زلتي ببداية الرابعة عشر
نظرت ميلا بنظرات تعجب : وماذا هناك انه عمر الحب والعشق وبدأت ترمش بعينيها بدلع
اوركيد وهيا تضربها على راسها بخفيف :انتبهي الى دروسك ودعي هذه الأمور عنك
ميلا بملل : اوووف كأني اخاطب جدتي ليست فتاه يافعه بالعمر
اوركيد بصدمه ثم اطلقت ضحكه عالية وميلا شاركتها الضحك ثم سكتت وسالت اوركيد : هل وقعتي بالغرام من قبل
اوركيد بارتباك وتوتر: لا فأنا اكرهه الرجال
ميلا وهي تشهق وتغطي فمه هل انت............
اوركيد بارتباك اكبر مما فهمته تلك الفتاه الشيطانية : ليس كما تظنين كل ما في الامر لا اجد للحب مكان في حياتي
انا لست جيده بهذا الامر فقط ولا اتخيل نفسي مغرمه بشخص
ميلا وكأنها تتعلم فقط دروس الحب بالمدرسة : لماذا تحكمين على نفسك دون ان تخوضي الامر يجب ان تخوضي امر الحب ثم بعدها اصدري قراراتك اتجاه
اوركيد حاولت جاهدة تجاهل هذا الحديث هي تعلم جيد انها لا تصلح للحب فهي لا تستطيع تقديم أي شيء لطرف الاخر
ميلا بضجر : ها قد عدتي الى دوامة مخاطبة النفس وأصبحت احدث نفسي
• • • • •
خرج الى الحديقة فقد سمع صوت طفلته الحبيبة وصلت توجه نحوهم بخطوات ثابته
وقفت ميلا وهي تبتسم وتطلق كلمات الغزل لأجله
ميلا وهي ترى والدها يقترب منهم :اهلا بأجمل رجل في العالم واحتضنته بابتسامه واكملت اريد ان اعلم ما السر في انك تزداد كل يوم وسامه
اجابه بحنان بالغ : لأنك ابنتي اليس سبب مقنع في ان أكون كل يوم وسيم
ميلا وهي تقبل خد والدها وبغرور دائما يغمرها بحنانه وكلامه الجميل: بالطبع
كانت اوركيد تسمع حديثهم وكأنهم عشاق ليس اب وابنته
كم تغبط ميلا على حياتها مع والدها نظرت اليهم وابتسمت ترى وكأنهما لوحة فنية مع جمال الطبيعة وهو يعانقها ويداعب شعرها الذهبي الناعم
وهي تبتسم بفرح وكأنها عادت طفلة ذات العامين وابيها يداعبها كي يضحكها
تذكرت والدها وعبست ملامحها وانتابها الم بمعدتها ما ان يمر طيف والدها الا و تتعكر معدتها وتشعر بتوعك شديد
وقفت تريد الهرب قبل ان تشوهه هذه اللوحة الفنية بماضيها اللعين
لكن يده الضخمة والدافئة كانت اسرع منها ومسك ذراعها التفت الى ميلا وبابتسامه حنونه :اذهبي حبيبتي الى المنزل
ميلا بكل طاعه : حاضر
لف جسدها نحوه ونظر الى وجهها كان شاحب بلا لون
رفع راسها وبصوت هادئ : هل انت بخير
اوركيد رفعت عينيها ونظرت الى عينيه وبصوت هامس متعب محطم : اريد الذهاب الى غرفتي
اقترب منها اكثر ومشى معاها حتى اوصلها للأرجوحة جلست وجلس بجانبها
اخذت نفس عميق واغمضت عينيها يالهي انقذني ماذا افعل ماذا سأقول اذا سألني ماذا حدث لي
هل أقول اني اغبط علاقتك بابنتك وانه عندما تذكرت كلمة ابي
خطر ببالي ذألك الرجل وأصبحت بهذي الحالة
نزلت دموعها معلنه انهزامها وضعفها
• • • • • •
لا اعلم لماذا يحدث لها اضطراب عندما اقترب من المكان الذي تكون فيه بمجرد ان تراني تحاول الهرب
اعلم اني ضغطت عليها كثير اثناء وصولي وكنت غاضب
لكن الان انا اتصرف بحذر فقط فمهما كان هي لازالت
تخضع للعلاج ولما تصل لمراحل التحسن الأخيرة
وها هي الان تبكي لقد كانت بخير قبل وصولي
إلياس: اوركيد ماذا حدث لك لماذا تبكين
اوركيد وهي تمسح دموعها : اود الذهاب للمنزل ارجوك
نظرا لها وهو مقطب حاجبيه بنظره طويله وكانه يود ان يدخل عقلها لا يعلم ماذا يحدث لها
اوركيد عندما لم تسمع رد منه اغمضت عينيها هي لا تسطيع الإجابة ولا النظر الى عينيه
الأفضل ان تغمض عينها لعلها تحدث معجزه او يتوقف قلبها الذي يكاد ان يخترق صدرها من شدة نبضه
إلياس وهو يعلم انها لن تجيب وستظل تبكي طوال اليوم لتتهرب منه
إلياس :حسنا تستطيعين الذهاب
ما ان سمعت هذي الكلمة والا وقفزت كالغزال وبسرعه البرق اختفت عن نظره
إلياس بغضب : انا متأكد انها سوف تصيبني بجنونها يوما ما
هما بالوقوف وانتبه لدفتر الذي وقع على الارض التقطه
ونفض حبات التراب العالقة
فتح صفحاته بعشوائية ووقف على صفحه وبدا يقرا سطورها ظن انه دفتر ميلا
لكن تعجب من الكلام المكتوب
اليوم وهو موعد وصول ابن السيدة لورا الحنونة
أتمنى ان يكون حنون عليّ مثل نيار
اشعر بالخوف كثير انا لا اريد ان افسد هذه الليل
فهي مهما جدا بالنسبة لها
سوف أكون قويه نعم انا قويه انا لا أخاف سأرقص واستمتع بالحفل اليوم لن اشعر بالخوف
اخذ بقلب الصفحة لم يستطيع التوقف يعلم انه لا يحق له ان يقرا خصوصيات الغير لكن الفضول سيقتله كيف لا يقتله والدفتر يعود لها
نعم نعم لقد فعلتها لم اخيب ظن السيدة لورا حتى لو اني لم اشعر بالمتعة بسبب توتري وقلقي لكن يكفي اني استطعت الصمود حتى اخر الحفل
والسيدة لورا و نيار كان سعيدان جدا لأني استطعت البقاء الحمد لله انا سعيدة الان
لكن السيد إلياس لم يكن كما اظن يبدو انه يكرهني بشده اشعر ان نظراته تخترق قلبي وجسدي
انا اشعر بالخوف منه أتمنى الا يكون عقبه في علاجي
لكن هناك امر استطيع ان ابوح بشأنه عندما رايته للوهلة الأول ظننت : ..................
انسحب الدفتر بعنف من يدها ونظر لها بصدمه كانت عيناها تشع غضب لقد تحولت من فتاه وديعه الى لبوه مفترسة تكلمت وهي تجمع أنفاسها وبصوت غاضب :كيف تسمح لنفسك بقراءة ما ليس لك
استجمع نفسه وكسحت ملامحه البرود والجمود ونظرا لها بحده واجاب بصوت مشمئز : لو كنت اعلم انه لك لما اقتربت منه
واكمل بضحكة ساخرة :ماذا يوجد داخل هذا الدفتر هل لديك اعتراف حب لا تودين احد رويته او خطط تنوين نفيذها كالهرب من منزلنا مثلا
ارتجف فكها وارتعش جسدها حضنت دفترها بشده ونزلت دموعها الدافئة على وجنتيها لتحرق ما تبقى منها
سحبت نفسها هي لا تستطيع مواجهته لا فائدة من ان تقف وتسمع العديد من الاهانات
توجهه للمنزل لان كل ما يقوله يألم روحها كثيرا
إلياس وهو ينظر لها وهي تجر ارجلها جر و بثقل وكأنها محمله بالأثقال مسح وجهه بضيق وأعاد شعره للورى وزفر بضيق
لم يشاء جرحها لكن لا يعلم ماذا يحدث له عندما يراها
يصاب بالغضب لا يستطيع تصديق مايحدث معه
انه يتمتع بالأعصاب الباردة والجمود بالعادة
لكن لا يعلم لماذا يفعل هكذا توجه عائد للمنزل ثم غير رايه وانطلق بسيارته مبتعد عن المكان الموجودة فيه
يريد ان يتنفس ويصفي ذهنه بعيد عنها
على المائدة كان يجلس نيار ووالدته وميلا وبانتظار أوركيد التي
لم تنزل حتى الان
اوركيد وهي تسأل ماري بضيق :هل السيد إلياس موجود
ماري :لا انسه انه بالخارج
تنفست اوركيد الصعداء ونهضت تغسل وجهه المتعب وتوجهة لطابق السفلي
لورا بتفحص لوجهها وبرعب :لماذا كنتي تبكين صغيرتي
اوركيد بابتسامه مطمئنه لا تريد التحدث بالأمر : انا بخير لا تقلقي
نيار يحاول تلطيف الج :تنفسي ميلا سوف تختنقين
ميلا بعيون متفاجأ :لماذا هل رأيتني اكل بكلتا يدي او كنت محرومة من الأكل
الجميع ضحك على وجهه ميلا المتفاجئ
اتمنى يعجبكم البارت