بيتي مارتينيز .. زلزال ميندوزا.. وجينات مارادونا ![]() 2020-09-08 يجذب الكرة بقدميه كقرص المغناطيس، ويسحر من في المدرجات بمهاراته اللاتينية الراقية، بينما لا يخاف من خصومه إطلاقا، حيث تظهر شجاعته كصانع ألعاب رقم 10، خاصة في موقف لاعب ضد لاعب في الثلث الأخير من الملعب، ويعتبره كثيرون سليل عائلة عباقرة القدم اليسرى في الأرجنتين مثل مارادونا وميسي. وُلد بيتي مارتينيز في 13 يونيو 1993، وسط حي «إسبيرانزا» في جوايمالين ضمن إقليم ميندوزا غرب الأرجنتين، تلك البقعة من العالم الشهيرة بالزلازل والمعروفة بمنازلها المنخفضة وشوارعها الترابية، حيث يقصدها السياح شتاء بهدف التزلج في جبال الأنديز، وفي الصيف يتسلقون «أكونكاجوا» أكبر جبال الأميركيتين، بينما تعد أبرز صناعات المدينة نبيذ العنب الفاخر وزيت الزيتون. ينحدر بيتي من أسرة كبيرة مكونة من 7 أبناء، فتاتان وخمسة أولاد، يرعاهم أب هندي الأصل يدعى لويس، وزوجته المكافحة ليليانا، حيث عاشوا جميعا في غرفة صغيرة قيل إنها لم تتجاوز (10 متر × 10 متر). كان الوالد يعمل في البناء والمقاولات بينما بقيت الأم ربة منزل. وتروي شقيقته فلورنسيا طفولته بقولها: "في صغره أصاب الجميع بالصداع بسبب ركله الكرة أو البلاستيك وكل شيء يقع أمامه". يحمل بيتي في دمائه جينات الشقاوة، رغم نحافة جسده الشديدة، إذ لا تُنسى مشاكساته البريئة مع أصدقاء الطفولة الذين اعتادوا سرقة الكرات الساقطة من خلف حائط التدريب بملعب الحي. كان هدف قصار القامة إشباع رغبتهم فقط بركل الكرة أثناء العودة لمنازلهم. وتظل أفضل هدية تلقاها الطفل الصغير صاحب الطاقة الكبيرة، هو حذاء رياضي من «أديداس» اشترته جدته العجوز، بينما يحكي عن الموقف قائلا: "أصبت بالجنون حينها واعتنيت به مثل سبيكة ذهب". ذات مرة رافق بيتي والده في مشواره اليومي، وصادفه لحسن الحظ إقامة مباراة في الشارع، ليقع الاختيار عليه كي يعوّض غياب لاعب آخر. آنذاك تغيّر كل شيء ابتداء من اكتشاف موهبته على يد الصياد جويو كاريزو الذي نقله إلى فريق هوركان 2011، وبعدها ريفر بليت 2015، ومنه إلى أتلانتا الأميركي 2019، ويكفي أن قيمته السوقية بلغت قبل عامين نحو 20 مليون يورو. أنهى بيتي هيمنة مواطنه ليونيل ميسي، قائد فريق برشلونة الإسباني، بتتويجه بجائزة أفضل لاعب أرجنتيني 2018. في نفس العام اختارته صحيفة «الجارديان» البريطانية ضمن قائمة أفضل 100 لاعب في العالم، كما نال جائزة أفضل لاعب في أمريكا الجنوبية من مجلة «إل باييس» الأوروجويانية. لكن نهاية العام لم تكن سعيدة، بعد أن حرمته الإصابة من لعب كأس العالم في روسيا 2018. وقع بيتي سريعا في حب زوجته بريسلا، بعد أن تعرف عليها بصفتها مشجعة متعصبة لفريق هوركان الأرجنتيني. إذ أنجبا سويا طفلة جميلة اسمها بيلار التي تمكنت من إعادة المياه لمجاريها بين الجد والجدة، بعد خلاف طويل انتهى قبل انتقاله من فريق «المليونيرات» باتجاه الولايات المتحدة. ويتحدث صاحب الـ27 عاما عن عائلته: "لقد ضحوا بكل شيء وكُسرت ظهورهم حتى لا نجوع، على الأقل كنا نتناول شطيرة بطاطا في المنزل، لا يمكن نسيان كل ذلك". تبدو ملامح بيتي طفولية ومسالمة، إذ لا يمكن أن يؤذي أحدا خارج الملعب، حتى أنه رفض تحقيقات الشرطة ضد من حرق سيارته الـ«أودي» البيضاء بتسجيله الحادثة ضد مجهول، ومع ذلك يراه الإعلام الإسباني بطل «مواجهة القرن» إثر انتقامه من بوكا جونيورز في نهائي ليبرتادورس قبل عامين، بينما يؤكد مدربه المفضل مارسيلو جاياردو إمكانية لعبه في أكبر دوريات العالم، ومع كثرة تنقلاته الكروية بين الأندية كان آخرها النصر السعودي، تقول والدته عنه: نواصل دعمه والله معه. |
أحمد حجازي.. هرم فرعوني .. بأناقة الطليان ![]() 2020-10-31 طوله فارع يلامس المترين، ولعبه أنيق مثل المدافعين الطليان، حيث يجعل مهمة المهاجمين معقدة، فضلا عن استحالة تجاوزه بالألعاب الهوائية، وهو بارع في التمرير الطولي الدقيق، ويملك من الشجاعة كما وصفها أمير الشعراء أحمد شوقي "وما في الشجاعة حتف الشجاعِ .. ولا مدّ عُمر الجبان الجبن". ولد أحمد حجازي في 25 يناير 1991، بمدينة الإسماعيلية المصرية، من أسرة ميسورة الحال، كان يعولها الحاج سيد أثناء فترة عمله في السعودية، فيما تحملت أمه الجزء الأكبر من رعاية وتربية الأطفال الثلاثة أحمد ومحمد والصغيرة مريم. كلهم عاشوا في حي «الأسرة» المعروف بجوار نصب تذكاري يرسّخ نصر 6 أكتوبر، هناك حيث متحف الآثار الفرعونية والمباني القديمة المطلة على شواطئ قناة السويس، إذ يستمتع السائح القادم من القاهرة بتناول المانجو والرقص على أنغام السمسمية. بدأ حجازي مشواره مع كرة القدم، بعمر ست سنوات في أكاديمية الإسماعيلي، برغبة من والده على أمل أن يتبع خطى العم الأكبر الكابتن علي حجازي أسطورة الدراويش، والخال حسين الشامي المدرب السابق في النادي، ومع الوقت، تطورت موهبته تحت قيادة مدرب الشباب أيمن الجمل، لكن في مركز رأس الحربة، قبل أن يكتشفه مدرب منتخب الشباب ضياء السيد، قبل فترة وجيزة من مونديال العالم تحت 21 عاما، الذي استضافته مصر في العام 2009. يقول مكتشفه في لقاء موثق على التلفزيون المصري: "رأيت حجازي أشبه بصدفة في المحارة بعد مشاهدته مرة واحدة في مدينة نصر". لافتا إلى أن الأخير عانى من مشكلة في زيادة وزنه، وهو ما جعل المستشار الراحل محمود الجوهري، يتحفظ على قرار ضمه إلى منتخب شباب الفراعنة، إلا أن المدرب ضياء السيد، تعهد بإعادة تأهيل المراهق، ليتحول جسده الضخم إلى قوام رياضي رشيق في فترة زمنية محدودة، بعد استجابة اللاعب إلى برنامج بدني شاق في صالات الألعاب الرياضية بهيئة قناة السويس، وقتها كان الإسماعيلي لا يملك صالة رياضية إطلاقا. خاض مباراته الاحترافية الأولى في نوفمبر 2009، بين الإسماعيلي وغريمه الساحلي، ومع توهج موهبته مع المنتخب الأولمبي ومساهمته في وصوله إلى دورة الألعاب الأولمبية 2012، جنبا إلى جنب نجم ليفربول محمد صلاح، ولاعب أرسنال محمد النني وصانع ألعاب الأهلي صالح جمعة، بدأت تنهال عليه العروض الأوروبية فور ظهوره اللافت بمباراة البرازيل، وفي أواخر 2011 أعلن فيورنتينا الإيطالي التعاقد معه بقيمة 1.5 مليون يورو. اعتقد الرأي العام في مصر، أن مشوار حجازي كلاعب كرة قدم قد انتهى، بعدما أصيب بقطع في الرباط الصليبي خلال تمرين ودي لكتيبة «الفيولا» 2012، وبعد أقل من عام عاودت الإصابة بقطع جديد في الركبة خلال مواجهة منتخب مصر وأوغندا الودية، بيد أن قلب الدفاع واصل رحلة التحدي والكفاح مع بيروجيا الإيطالي والأهلي القاهري، حتى آمن بقدراته ملك الدفاع البريطاني توني بوليس الذي أحضره إلى ووست بروميتش منتصف 2017. قالت عنه شبكة «ESPN» إنه واحد من أفضل مدافعي البريميرليج، بعد موسمه الأول على ملعب هاوثورنس، فيما يعتبره بوليس الصفقة المثالية، وتناديه جماهير الفيولا «نيستا» الكرة المصرية، أما المدرب الإنجليزي آلان باردو فيقول عنه: "لديه سمات المدافع المثالي". بينما مدربه الأول في أوروبا فيتشينزو مونتيلا وصفه أكثر من مرة بالمدافع الرائع، واعتبر أن مشكلته في سوء حظه مع الإصابات، ويتشارك معهما الدولي المعتزل حسام حسن في الرأي، حيث يرى حجازي مصدر أمان لصلاح ورفاقه بالمنتخب. يعرف عن حجازي البساطة والتواضع، ومن السهل مصادفته في الإسماعيلية بسيارته «كيا» كوبيه بالقرب من مكانه المفضل في السلطان حسين أو مطعم أبو علي، بينما شاءت الأقدار أن يتزوج من زوجته الحسناء هدير بتوصية من الوالدة التي تعرفت عليها خلال مأتم عزاء، وبعد زواج لطيف أقيم بفندق «توسيت» صيف 2016، بات لدى العروسين طفلين جميلين هما آدم وسفيان. يحاول المدافع البالغ 29 عاما، إخفاء ميوله الكروية التي تنحاز لريال مدريد، ويعتبر قدوته الأسطورة الإيطالي باولو مالديني، ثم الصخرة المصرية وائل جمعة، ومن أنبل مواقفه حينما وافق على تخفيض راتبه بنحو 150 ألف جنيه كي يخمد الفتنة في غرفة ملابس الإسماعيلي، وبعد سلبية تصريحات مدربه الصربي بيليتش الذي عارض أخيراً قصة انتقاله إلى الاتحاد، هل يصلح حجازي ما أفسده الدهر في شارع الصحافة بجدة؟. |
أدوات الموضوع | البحث بهذا الموضوع |
طريقة العرض | |