| بعد مـــــا خلصنـــــا الراوند الصباحي .. قالت لي الدكتورة سعاد أنه عندها اليوم عملية قيصرية وتبيني أحضر معهـــــــا ..
بعد مــــا تجهزت غرفه العمليات ... والمريضة حضروهـــــا .. بدينــــــا العملية ...
نقص طبقة ورا طبقا ... لين وصلنـــــــا لرحم ..
يـــــــا سبحــــان الله الطفل أول مــــا ينولد لهذي الدنيــــــا يطلع بصرخة .. يبكي
لكنه غريب هذا الإنســــــان يبكي عند ولادته ولا يبكي عند وفاته ومقابلته ربه
خلصت الدوام اليوم بكير .. فرجعت البيت على الســـــاعة وحدة .. بديت شوي أحس بالتعب والصداع ..
أولـ مــــا دخلت البيت شفت أمي جــــالسة رحت سلمت عليهـــــا وكنت نـــــاوية أطلع لغرفتي أنـــــــام دام ريوم بالجامعة ونرجس بعدهــــا ما ترجع من المدرسة
أمي : روحي يمه غير ملابسك ... وتعالي تغذي معي .. لأن ريوم قالت لي بتروح تتغذا مع جنى
طلعت فوق لغرفتي .. رميت شنطتي على السرير .. ورحت لدولاب بغرفة الملابس .. طلعت لي جلابية سودا مطرزة بنعومه ..
نزلت تحت لقيت أمي لسه تشتغل بالمطبخ ..
أمي : صليتي يمــــه
ريديت عليهـــــا : ايه يمه صليت بالمستشفى .. اساعدك بشي
أمي : لا لا انتي روحي ارتاحي توك راجعه من الدوام .. دقايق ويكون الغذاء جـــــــاهز
تحركت بالبيت بملل .. شغلت الأستريو الموجود بالصـــــاله .. ما انتبهت أن cd موجود بداخلة
وصلني صوت بو نورة
ليت ربي ماكتب لحظة وداع
ولافراق ولادموع ولاضياع
ليت كل الناس خل (ن) مع خليل
وكل ماقيل النهاية
بين الاحباب الرحيل
قلت احبه ................. حيــــــــــــــــــل ...
لو يوقف لحظة الفرح الزمان
والمكان عيونك إنت أحلى مكان
في يدي يديك والحاسد ذليل
وإن غدت كل الأماني في يدي
ابتدي مع كل لحظة تبتدي
أعشق الدنيا مثل طير جميل
آه ياحلو الأمل والذكريات
والسعادة ماتجي بالأمنيات
صبحها يبطي وأنا ليلي .............. طويل
كل ماأدفن خيالك ياعنيد
تمطر الدمعة وينبت من جديد
مـــــا قدرت أتحملـ أكثر اسمع صوت بو نورة الشجي ... هذي كانت من أحب الأغــــــــاني عند بندر .. وكانه كان حــــاس بلحظة وداع
انهرت .. ودمعت عيني ... آآآآآآآآآه يـــــــا حلم حضنته .. آآآآآآه يــــا دمعـــا نثرته
جـــــــات أمي وطفت المسجل ... وضمتني لصدرهـــــــا بقوة.. صحت معهــــــا على الأرض بــــاكية .. أنا أبكي فقدي على بندر .. وهي تبكي على الوردة إلا قدامها وذبلت قبل أوانهــــا ..
يمـــــــــــــه ضميني .. يمـــــــــــه أبي دفــــــــا .. أبي حنــــــــــــان .. أبي لقا يحتويني
يمـــــــــــه هو صحيح أني فقدته .. يمــــــــــــه تكفين جاوبيني
علميـــــــــــني
علمينـــــــي,,
وش بقى لي عقب موته,,,
وشهو اللي مابقى لي..
وش بقى لي في حياتي,,,
غير دمعات الفراقـــــــــ,,
وش بقى لي في حياتي,,
غير دمعاتـــ اشتياقـــ..
وش بقى لي عقب موته,,
!!!وشهو اللي مابقى لي..!!
وش بقى لي في حياتي
غير صورة حطمت كل أمنياتي,,
وش بقى لي ياعيوني,,
غير دمعاتي وجنوني,,
وش بقى لي عقب موته,,
وشهو اللي مابقى لي,,!؟
وش بقى لي عقب موته,,
غير غصات وحنين
,,وش بقى لي في حياتي,,
غير دمعات وونين,
وش بقى لي عقب موته,,
غير دعواتي ومناتي,,
يالله انك ترحمه ’’
وتجزاه خير الجزاتي,,
*
*
*
*
*
*
في العصـــــــــــر
بغرفـــــة النوم الرئيسيـــــــة
أم عبد الله جـــــالسة على السرير تداري دموعهــــــــا .. دموعهــــا تلثمهــــا من فوق وجنتيهـــــا
.. تبكي ألم وحزن ... والقلب مجروح .. على حـــــال بنتهــــــا
وردة ذبلت قبل أوانهــــــــــا ..
بو عبد الله : خـــــلاص يــــا أم عبد الله ... أمسحي دموعك .. الدموع مراح تفيد .. واذكري الله
أم عبد الله مسحت دموعهـــــا ... لكن صوتها ما زال في بحه نتيجة البكي : لا إله إلا الله .. يـــــا بو عبد الله أيــــــــــش بيدي أسوية ... غير أني أبكي .. وأنـــــــــا أشوف بنتي كل يوم تموت قدام عيني ... تحاول تخفي دموعها خلف شموعهـــــا ..
أحسها مثل الشمعة إلا انطفت بدري من عمرهـــــــــا ..
يا بو عبد الله البنـــــدري هي الوردة إلا طلعت بيها بـــ هادنيـــــا .. هي بكري .. يوم ولادتهـــــا حسيت وكاني ولدت من جديد .. واليوم أشوف موتهــــــــــــــا بعيوني .. الحزن راح يدمرهــــا .. لا تظن أني أنام بسريري مرتاحة وأنـــــــا عارفة أنها بكل ليله بحجم المجرة تحمل آآآآآآلام ... وأنــــــــا عارفة أنهـــــــا تأخذ حبوب على شان تنام من غير كوابيس
بو عبد الله : الله يصبرهــــــــا انشاء الله ... مالنــــا إلا الصبر يا أم عبد الله .. أهم شي حنــــا نكون حواليها ومــــا نتركهـــــا بروحها
أم عبد الله : أيــــــــــش رايك نروح نزور بيت الله كم يوم ... يمكن تهدأ نفسهـــــا
بو عبدالله ابتسم على فكرة زوجته : ونعم الراي يـــاام عبد الله ... خلاص خبري البنـــــــات .. وبكرة أكلم الخطوط السعودية على شان نحجز لنـــــا
:
:
:
راحت أم عبد الله لغرفة بنتهــــــا البندري ... إلا على شكل سويت هي وريوم مع بعض بغرف منفصلة ..
سمعت صوت أنيـــــــــــن ..
خافت على بنتهــــــــــا .. فتحت الباب بسرعــــــــة .. تلفتت بالغرفة بخوووف كبير .. ما لقت بنتهــــــا .. هي تعرف بنتهــــــا أعقل ممـــــــــا تتصور .. لكن تفكيرهــــــا أخذها لبعيد .. ركزت شوي .. سمعت الصوت جاي من غرفة الملابس .. تحركت برعب ناحيتهـــــــــا .. انصدمت لمـــــــــا شافت البندري راميـــــــة كل ملابسهـــــــا الجديدة إلا شرتهـــــــــــا من فرنســــــــــا على الأرض .. وهي ضايعة بين الملابس بزاويــــــــــــــة صغيرة وتبكي ..
نزلت أمهـــــــــا لمستواهــــــا وبعيونهــــــــا نظرة تائهة تدور على بنتهــــــــا البندري .. إلا كانت الضحكة ما تفارق محياهــــــــا
أم عبد الله : يمـــــــــــــــه أيش فيك .. لا تقطعين قلبي بصياحك
البندري لمـــــــا حست بأمهـــــــا مسحت دموعهــــــــــا ، ولمت ملابسهـــــــــا الغالية إلا على الأرض : يمــــــــــــــه خذي هذي الملابس وخذيها للجمعيات الخيريـــــة .. تبرعي فيها أحرقيهـــــــــا ، ارميها بالزبالا .. سوي فيهــــــــــا إلا تبين بس المهم مــــــــا أبي أشوفهم ..
أم عبد الله نـــــــا ظرت بنتها بإستغراب ، البــــــندري أكيـــــــد في حالة مش طبيعية : يا البندري هذي ملابس غالية .. حرام ترميهـــــــــــا !!
البندري ، ناظرت أمها بنظرة فرااااااااااغ : أيش تفيد يمه الملابس والفلوس ... دام الغالي راح .. خلاص مـــــــــا عدت أبي شي من الدنيـــــــــــــا
أم عبد الله .. أحترمت رغبة بنتهــــــــا .. وحست بمشاعرها.. أنها ما تبي جهاز عرسها .. أكيد لما تشوف ها الملابس راح تذكرها بعرسهـــــــــا .. مع أنهــــــــا كانت حريصة أنها ما تشتري ها الملابس من مهرهـــــــــا .. كلها من الفلوس إلا أعطاها ابوهــــــــــا .. حتى أم عبد الله ما كانت تعرف السبب ..
أخذت الملابس من عند البندري وحطتهم بصندوق ..
*
*
*
*
بنــفس الحي
في بيت يلفه الســـــــــــــواد
هنــــاك قلب كسير .. لم تعد تتحمل فراق ضنــــاها ..
فراق الضنى غيـــــــــر ..
:
:
هو أولـــ فرحي .. هو عيوني إلا أشوف بيـــــــــه الدنيـــــــا ..
هو الروح إلا ساكنه فــــؤادي ..
ليه رحت يا سندي وخليتني ..
من بعدك النور أنطفئ ..
ومــــا بقى بالدنيــــا نور .. سراجك طفئ .. ينعصر قلبي إذا سمعت سراج يناديكـ .. يقولــ لي وين بندر .. ليــــــــه صـــــــار ما يحبني ..
أقولـــــه بندر صار عند رب العالمين ..
يرد ويقول لي ربنــــا يحبنا ما يصير يـــأخذ الناس إلا نحبهم
قولوا لي أيش أرد عليــــــــــــــه !!!
:
:
البيت موحــــش .. كئيب من غيره ..
لأولـ مرة من وفاته أدخـــــل غرفـتــــــه .. ما كانت أظن ابد أني راح أدخل ها الغرفة بيوم ومـــــا ألقاه ..
كانت عيوني تجول في كل زاوية بالغرفة .. المكتب الكبير إلا علية لاب توب وبعض الأوراق المغبرة
صوره ... سريره .. كــــــل شي فها البيت له حكاية مع بنــــدر ..
هنــــــــا كان يجلس وهو صغير وكنت ألعب معه ويضحك ..
هنــــــــــا كان يلعب سوني مع عبد الله .. ويتخانقون
وعلى سريره كنت أجلس وأحكي له حكايات .. طول عمره بندر بار بوالديه .. مــــا أذكر يوم أنه ضايقني أو حتى أنه زعلني بكلمه .. حتى لمــــا جات له بعثة لأمريكا رفض في البداية ما يبي يروح على شــــان لا يتركني .. لكني حلفت عليه وقلت له إذا هو يحبني يروح ويكمل دراسته .. وما يجي إلا ومعه الشهـــــــــــادة
شفت لــــه بجامه معقله على الشماعة .. هذي أخر بجامه لبسهـــــــــا .. أخذتهـــــــا وضميتهـــــــا لصدري .. عله يفيق ويرجع لي ..
علي ألاقي فيهـــــا ريحة الغالي تواسيني
ضميتهـــــــــا بكل وله وعـــــذاب .. شميت فيها عطره المحبب لقلبي وجلست ابكي ..
حسيت بطيفــــه واقف قدامي .. ارتسمت ابتسامه على ثغري
مديت يدي له : تعــــــــــــــــــــال يمـــــــــه أنـــــــــا مشتاقة لك
اختفت صورته من قدامي .. تحركت من مكاني .. إلتفت يمين يســـــــار ما لقيته .. ليه يا بندر رحت وتركتني .. ليه أنـــــــــا أمك محتاجة لك ..
أخذت صورته إلا موجوده جنب السرير وضميتهــــــــــا إلى شفايفي ألثمهـــــا بدموعي وأنفاسي وطحت على الأرض أذرف الدموع .. قلبي يتمزق ألمــــا .. هذي ثيابه .. هذي أقلامه .. هذي ساعته
صرخت يمكن يسمعني ويلبي ندائي : بنـــــــــدر ... بنـــــــــــدر
:
:
:
" يـــــــا أم بندر .. انتي بخير "
حسيت بضربات خفيفة على خدي .. وكاني فقدت الوعي
فتحت عيوني بوهن .. ناظرت بــ أبو بندر ..
ساعدني أقوم من مكاني ..
نطقت : ويــــــــن بندر
أبو بندر : يـــــا أم بندر استهدي بالله وتعالي معي
آآآآآآآآه يا بو بندر .. يا ليت أقدر أهدي نفسي .. نفسي عافت الدنيا خلاص .. زهدت الأكل والشرب ..
ذكرياتي مع بنـــــدر تطعن بـــ قلبي وتحرم عيني النوم .. خلوني أرووووووووح له .. أو جيبوه لي
تركت ايد بو بنــــدر .. ونزلت من الدرج وطلعت من البيت على عجــــل .. مــــا اهتميت انه يناديني ..
البيت موحش من دون بندر .. خلوني أبكي بروحي .. أبكي على فقده
طحت على الرمل ابكي على فقده .. آآآآآآآآه يا تراب خذيني له ..
:
:
جــــا أبو بنــــدر وهو يشوفهـــــا جالسة بوسط الحديقة تجمع التراب بقبضة يدها وتعصرة وكانها تعصر معه قلبها من الحزن .. منظرها قطع نياط قلبه .. ســــــــــا عدهـــــا تقوم وعيونها غرقانه بالدموع تدور على العزيز الغالي
:
:
:
:
: |